Make Money Blogging

شريط العناوين

11 فبراير 2013

كيف تتعامل مع الطفل العنيد ؟





العناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الأطفال ، حيث يرفض الطفل ما يؤمر به أو يصر على تصرف ما ، ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه ، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة ، وقد يحدث لمدة وجيزة أو مرحلة عابرة أو يكون نمطاً متواصلاً وصفة ثابتة وسلوكاً وشخصية للطفل .




* متى يبدأ العناد ؟


العناد ظاهرة سلوكية تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر , فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه ؛ لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته ؛ فيكون موقفه متسماً بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي.


وللعناد مرحلة أولى : حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام قبل سن الثلاث سنوات من العمر أو بعد السنتين الأوليين ؛ وذلك نتيجة لشعوره بالاستقلالية , ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية ، فيرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات .



أما المرحلة الثانية : فهي العناد في مرحلة المراهقة ؛ حيث يأتي العناد تعبيراً للانفصال عن الوالدين ، ولكن عموماً وبمرور الوقت يكتشف الطفل أو المراهق أن العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه ؛ فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء ، ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقاً جديدةً في الخبرات والمهارات الجديدة ، خصوصاً إذا كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب الحوار معه ، مع وجود الحنان الحازم .




* وللعناد أشكال كثيرة :


- عناد التصميم والإرادة :


وهذا العناد يجب أن يُشجَّع ويُدعَّم ؛ لأنه نوع من التصميم ، فقد نرى الطفل يُصر على تكرار محاولته ، كأن يصر على محاولة إصلاح لعبة ، وإذا فشل يصيح مصراً على تكرار محاولته .


- العناد المفتقد للوعي :


يكون بتصميم الطفل على رغبته دون النظر إلى العواقب المترتبة على هذا العناد ، فهو عناد أرعن , كأن يصر الطفل على استكمال مشاهدة فيلم تلفازي بالرغم من محاولة إقناع أمه له بالنوم ؛ حتى يتمكن من الاستيقاظ صباحاً للذهاب إلى المدرسة .


- العناد مع النفس :


نرى الطفل يحاول أن يعاند نفسه ويعذبها ، ويصبح في صراع داخلي مع نفسه ، فقد يغتاظ الطفل من أمه ؛ فيرفض الطعام وهو جائع ، برغم محاولات أمه وطلبها إليه تناول الطعام ، وهو يظن بفعله هذا أنه يعذب نفسه بالتَّضوُّر جوعاً .


- العناد اضطراب سلوكي :


الطفل يرغب في المعاكسة والمشاكسة ومعارضة الآخرين , فهو يعتاد العناد وسيلةً متواصلة ونمطاً راسخاً وصفة ثابتة في الشخصية , وهنا يحتاج إلى استشارة من متخصص .


- عناد فسيولوجي :


بعض الإصابات العضوية للدماغ مثل أنواع التخلف العقلي يمكن أن يظهر الطفل معها في مظهر المعاند السلبي .




* أسباب العناد :


العناد صفة مستحبة في مواقفها الطبيعية - حينما لا يكون مبالَغاً فيه - ومن شأنها تأكيد الثقة بالنفس لدى الأطفال، ومن أسبابها:


- أوامر الكبار :

التي قد تكون في بعض الأحيان غير مناسبة للواقع ، وقد تؤدي إلى عواقب سلبية ؛ مما يدفع الطفل إلى العناد ردَّ فعل للقمع الأبوي الذي أرغمه على شيء , كأن تصر الأم على أن يرتدي الطفل معطفاً ثقيلاً يعرقل حركته في أثناء اللعب ، وربما يسبب عدم فوزه في السباق مع أصدقائه ، أو أن يكون لونه مخالفاً للون الزيِّ المدرسي ، وهذا قد يسبب له التأنيب في المدرسة ؛ ولذلك يرفض لبسه ، والأهل لم يدركوا هذه الأبعاد .


- التشبه بالكبار :

قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبهاً بأبيه أو أمه ، عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئاً أو ينفذ أمراً ما ، دون إقناعه بسبب أو جدوى هذا الأمر المطلوب منه تنفيذه .

- رغبة الطفل في تأكيد ذاته :

إن الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي ، وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالَغ فيه فإن ذلك يشير إلى مرحلة النمو , وهذه تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير , ومع الوقت سوف يتعلم أن العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب .

- التدخل بصفة مستمرة من جانب الآباء وعدم المرونة في المعاملة :

فالطفل يرفض اللهجة الجافة ، ويتقبل الرجاء ، ويلجأ إلى العناد مع محاولات تقييد حركته ، ومنعه من مزاولة ما يرغب دون محاولة إقناع له .

- الاتكالية :

قد يظهر العناد ردَّ فعل من الطفل ضد الاعتماد الزائد على الأم ، أو الاعتماد الزائد على المربية أو الخادمة .

- الشعور بالعجز :

إن معاناة الطفل وشعوره بوطأة خبرات الطفولة , أو مواجهته لصدمات , أو إعاقات مزمنة تجعل العناد وسيلة لمواجهة الشعور بالعجز والقصور والمعاناة .

- الدعم والاستجابة لسلوك العناد :

إن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته للعناد , تُعلِّمه سلوك العناد وتدعمه ، ويصبح أحد الأساليب التي تمكِّنه من تحقيق أغراضه ورغباته .



* كيف تتعاملين مع الطفل العنيد ؟


يقول علماء التربية :

كثيراً ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال ؛ فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد ، فالأم تعامل أطفالها بحب وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل، في حين أن الطفل يصر عليها ، وهي أيضاً تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد وفي هذه الحالة يُفضَّل :

- البعد عن إرغام الطفل على الطاعة , واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف , فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه ، ونستجيب لما يريد هذا الطفل ، ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر ، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول .


- شغل الطفل بشيء آخر والتمويه عليه إذا كان صغيراً , ومناقشته والتفاهم معه إذا كان كبيراً .


- الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل من أنجح الأساليب عند ظهور موقف العناد ؛ حيث إن إرجاء الحوار إلى وقت لاحق يُشعر الطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه حق .


- العقاب عند وقوع العناد مباشرة ، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات ؛ لأن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر , فالعقاب بالحرمان أو عدم الخروج أو عدم ممارسة أشياء محببة قد تعطي ثماراً عند طفل ولا تجدي مع طفل آخر ، ولكن لا تستخدمي أسلوب الضرب والشتائم ؛ فإنها لن تجدي ، ولكنها قد تشعره بالمهانة والانكسار .


- عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض ؛ لأن ذلك يفتح أمامه الطريق لعدم الاستجابة والعناد .


- عدم وصفه بالعناد على مسمع منه , أو مقارنته بأطفال آخرين بقولنا : (إنهم ليسوا عنيدين مثلك) .

- امدحي طفلك عندما يكون جيداً ، وعندما يُظهر بادرة حسنة في أي تصرف , وكوني واقعية عند تحديد طلباتك .



وأخيراً لابد من إدراك أن معاملة الطفل العنيد ليست بالأمر السهل ؛ فهي تتطلب الحكمة والصبر ، وعدم اليأس أو الاستسلام للأمر الواقع .



الدكتورة
دعاء العدوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Affiliate Program ”Get Money from your Website”