حمل المهاجرون العرب إلى أوروبا الكثير من العادات والتقاليد، منها الكرم والحميمية الأسرية، وهي عادات غريبة بعض الشيء عن المجتمع الغربي. لكن في الآونة الأخيرة بدأ العرب بممارسة ظواهر غريبة لدى الشارع الغربي، ومنها عشق اقتناء أرقام مركبات مميزة، وهو أمر ثانوي لدى الأوروبيين.
وينشط بهذا المجال الخليجيون الذين وصلت أسعار بعض أرقام مركباتهم إلى ملايين الدولارات. وهناك اختلاف بين لوحات الأرقام الأوروبية والخليجية، فالأولى تضم الأحرف والأرقام، والثانية باستثناء السعودية مرتكزة على الأرقام. ويهتم الخليجيون الذين يستقرون في أوروبا كثيراً بلوحات المركبات المميزة.
وفي بريطانيا على وجه الخصوص تصدر الدوائر المختصة لوحات المركبات حسب ما يختاره الحاسوب الآلي، إلا أن طلبات الخليجيين والعرب لأحرف وأرقام معينة جعل الانجليز يستثمرون تلك الرغبات، ليتحول اختيار رقم أو أحرف المركبة إلى منفعة مادية.
رصد موقع "العربية.نت" هذه الظاهرة واستطلع آراء المنخرطين فيها.
يقول أحمد سعيد، مقيم عربي في لندن، إن ظاهرة اللوحات الخاصة للمركبات في لندن بدأت منذ أكثر من 7 سنوات، وفي البداية كنت تستطيع طلب الأحرف التي تريد وضعها مقابل 250 جنيهاً استرلينياً، لكن فيما بعد زادت قيمة اللوحات الخاصة وبدأ البعض باستثمارها.
وأشار سعيد إلى أن الخليجيين هم أكثر الذين يحرصون على لوحات مركباتهم، بالاضافة إلى بقية الجاليات العربية، مؤكداً أن غالبية المراهقين والشباب يحرصون على اقتناء لوحات تدوّن أسماءهم عليها. وأوضح أن شقيقه اشترى لوحة مركبة من خمسة أحرف تؤلف اسمه "SALEH".
وينشط البريطاني من أصول فلسطينية محمود أبوهنطش في تجارة لوحات السيارات، حيث يوفر لوحات تحتوي على رقمين فقط وبعضها يضم حرفاً ورقماً. ويلفت إلى أن "غالبية الطلبات الخليجية تتركز على أحرف بلدانهم، فالمواطن الاماراتي يختار لوحات تبدأ بالأحرف الأولى لبلاده مثل "يو اي ايه" ثم حرف من اسمه أو سنة ميلاده، وكذا الحال مع بقية الخليجيين، حيث يفضل الكويتيون حرف كيو مع رقم 8 حتى تلفظ عند قراءتها "كويت".
وأكد أبوهنطش أنه باع لوحة لثري خليجي بـ50 ألف جنيه استرليني (82 ألف دولار) وبها رقم واحد، مشيراً إلى أن غالبية لوحات المركبات تبدأ أسعارها من 500 جنيه إلى 20 ألف جنيه.
وأوضح أبوهنطش أن مَنْ يحرص على لوحات مركبته هم من أصحاب المركبات الفارهة. ويضيف أن أصحاب مكاتب تأجير السيارات يقومون بوضع لوحات خاصة لاستقطاب السائحين.
ولفت إلى أن تجارة اللوحات بدأت بالرواج خلال العامين الماضيين بشكل كبير، مبيناً أن غالبية العرب بدأوا يهتمون باللوحات قبل المركبات ذاتها، وحتى في حالة بيع المركبة يحافظ على ملكيته للوحة.
واعترف الطالب السعودي سالم الغامدي باهتمامه باقتناء لوحة مميرة لمركبته، بعدما أن رأى غالبية زملائه يقودون مركبات بلوحات معدنية مميزة، فلذلك قرر شراء لوحة تحمل اسم طفلته مريم.
وقال إن الطلبة يقتنون تلك اللوحات من باب الاستعراض احياناً ومن باب الرغبة الخاصة أحياناً أخرى.
ورأى الغامدي أن الاهتمام باللوحات من المظاهر الخليجية والعربية السلبية التي استقدمها العرب إلى أوروبا، كما هو الحال مع أرقام الهواتف وغيرها من الأمور التي يعتبرها الشارع الغربي ثانوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق